Menu

09. التغطية الحية للأحداث الهامة

هل هناك فن معين يجب اتباعه عند إعداد تقارير صحفية على الهواء؟ الصحافيون الذين يستعينون في عملهم بالوسائط المتعددة هم مراسلون مثل غيرهم من المراسلين، ولكنهم يحتاجون أيضاً إلى حس الصراحة والأمانة والقدرة على إجراء المحادثات، وهي المكونات الضرورية لنجاح “تغطيتهم” للأحداث.

استخدام الصور الحية

الإنترنت هي وسيط من وسائط تدفق البيانات وأرشفتها، فهي توفر إمكانية نشر مقالة يمكن الإضافة عليها وتنقيحها بمرور الوقت. يشمل هذا التغريدة الأولى التي تحتوي على 140 حرفاً معلنة بدء عرض وجهة نظر معينة ليصل الأمر إلى التحليل المطول الناجم عن نجاحها (أو فشلها)، فالإنترنت تستخدم جميع الصيغ والأشكال. فسرعة الاستجابة والمرونة التي تتميز بها الإنترنت تجعلها شكلاً مثالياً للإعلام من أجل تغطية الأحداث بصورة مباشرة وحية.

وبالتالي، يستطيع المراسل عبر الإنترنت تغطية أحد الأحداث بكل تفاصيله، باستخدام معدات وأجهزة لا تزيد عن هاتف ذكي متعدد الوظائف. باستخدام هذا النوع من الهواتف، يمكنك تسجيل فيلم لرئيس المسيرة أو إجراء مقابلة مع قادة المظاهرات أو التقاط صور لهم وغيرها من الأحداث الحية. يعتمد كل ما سبق على قدرتك على نقل المعلومات (النصوص والصور)، كما تستطيع أيضاً الوصول إلى شبكة (الهاتف) والنطاق الترددي الكافي. يتطلب هذا إنتاج مقاطع فيديو قصيرة (لا يزيد طول أي منها على دقيقة واحدة)، أو سلسلة من الصور التي يسهل إرسالها. غالباً ما تكون شبكات الهواتف الجوالة مشبعة بالكامل في المنطقة المحيطة بالعرض بسبب العدد الكبير للغاية من الاتصالات المتزامنة التي يتم إجرائها في نطاق محدود.

وفي النهاية، يجب توخي الحذر وعدم الانسياق للضغوط وارتكاب أخطاء ساذجة. يتمثل الخطر الرئيسي الذي يهدد مثل هذه التغطية في الاستعجال وإرسال ما تعتقد أنه أخبار هامة بناء على انطباع سريع أو “رؤية شيء ما”. كلما قلت الفترة الزمنية المنقضية بين وقوع الحدث وتغطيته، يمكن أن تزيد مخاطر ارتكاب الأخطاء.

تغطية تويتر الحية

يتطلب توفير تغطية حية لحدث عن طريق كتابة سلسلة من الرسائل بحد أقصى 140 حرفاً لكل رسالة قدرة فائقة على التلخيص وموهبة فذة في سرد الموضوعات. تماثل هذه الممارسة كتابة “الأخبار العاجلة” الواردة من وكالة الأنباء: نسخة مبسطة بدون أي أساليب مركبة أو اللعب بالألفاظ. من الضروري الالتزام بالحقائق ولا شيء غيرها، واحترام البنية التقليدية للنص. ويبدو أن قول بيير لازاريف المأثور (هو زعيم الصحافة الفرنسية التي لم تعرف الويب) ينطبق بشكل مثالي على موقع تويتر وهو:

 “تتألف الجملة من فعل وفاعل ومفعول به. يجب أن تُعلموني في حال أردتم استخدام النعت. وستطردون عند استخدامكم أول ظرف حال.” 

وبينما يمنحك تويتر الفرصة للتعبير عن آرائك الشخصية، يجب أن تتوخى الحذر إزاء هذا النوع من التعبير الذي يتسم بالمباشرة وعدم القدرة على فلترته أو تنقيحه. يجب الامتناع بصفة خاصة عن استخدام الأسلوب الساخر والتي قد تؤدي لإثارة اللغط وعدم الفهم. فالسخرية دائماً ما تكون سلاح ذا حدين لأنها مليئة بالغموض ويصعب تفسيرها. غالباً ما تكون السخرية مخفية خلف جملة مُصاغة بشكل جيد لإبراز معناها مع وجود خلفية تخيلية معقدة قد لا يفهمها القراء أو ربما يفسروها بطريقة مختلفة تماماً بعيداً عن المعنى المقصود من قبل الكاتب.