Menu

11. كيف تتعامل مع معارفك وتحسن توجيههم عبر الهاتف؟

الهاتف هو أحد أدوات العمل المفضَّلة لدى الصحافي. بما أنه بسيط وسريع ومباشر، فهو يسمح بإجراء اتصال مباشر مع المتحدِّث، حتى لو رفض هذا الأخير المقابلة المعروضة عليه. في وسيلة إعلام ساخنة جدًا مثل الراديو، يجب أن يكون رفعُ السمّاعة ردَّ فعل تلقائي. لكن عليك الانتباه لأن الاتصال الهاتفي لا يُرتَجل! لا تنسَ أن الشخص الذي تحاول الاتصال به قد يكون في احد وسائل النقل أو في مكان عام وصاخب أو مع أولاده في المنزل… لذا كُنْ واضحًا واخْتصِرِ الكلام لكي تجعله يركّز في استماعه إليك.

أين يمكن البحث عن الأرقام المناسبة؟

أحدثَ الإنترنت في ممارسة الصحافة انقلابًا بطرق مختلفة. في عملية الاتصال، لقد سهّل الأمور. فاليوم، يكفي أحيانًا أن تكتب اسم الشخص في محرّك البحث حتى تجد رقم هاتفه. يملك عدد كبير من الجامعيين بطاقة تعريف شخصية على موقع المؤسسة التي ينتمون إليها تضم إجمالًا عنوان البريد الإلكتروني ورقم الهاتف الأرضي الثابت.

الحلول الأشد عملية للاتصال بالسياسيين هي أن تقصد مركز الحزب أو تتصل به لطلب إجراء مقابلة، أو تحضر اجتماعات لإجراء اتصال أولي مباشر مع مختلف الأحزاب – لا تنسَ في هذه اللحظة أن توزّع بطاقة العمل الخاصة بك التي تضم رقم هاتفك واسم وسيلة الإعلام التي تنتمي إليها وعنوان بريدك الإلكتروني – أو حتى أن تطلب من زملائك دفتر العناوين للاتصال بسياسي محدَّد. فكِّر على وجه الخصوص بالصحافيين العاملين في الصحافة المكتوبة الذين لا ينافسونك منافسة مباشرة وقد يجيبونك ربما بشكل أكثر إيجابية. خلال تغطية عملية اقتراع، لن يكون لديك سوى بضع ساعات لجمع ردود الفعل وإعداد “تقرير مغلَّف” من خلالها.

إذًا من الضروري استباق الأمور وتحديث دفتر العناوين وإغنائه قبل الفترة الانتخابية.

إذا أنهيتَ للتو مقابلة مع مصدر قادر على ربطك بمتحدّثين آخرين ذوي صلة، لا تتردَّد أن تطلب منه المعلومات الخاصة بهم.

على الهاتف، إعتمِدْ إيجازًا كإيجاز الأسئلة الخمسة (ماذا، مَن، أين، متى، وكيف)!

قبل أن ترفع السمّاعة لإجراء اتصال، فكِّر في أن تدوِّن على ورقة اسم الشخص الذي ستتحدث إليه، وبعض المعلومات التي تتناول سيرته ومستجداته الراهنة (آخر تصريحاته في الصحافة وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، صدور كتاب، مؤتمر، إلخ) والهدفَ من مقابلتك إياه (ما الحدث الراهن الذي دفع بك للاتصال به). يشكل الإنترنت وسيلة سريعة وفعالة لهذا البحث. وحين تكون هذه المعلومات بين يديك، تزداد مصداقيتك في نظر المتحدِّث وتشعر بارتياح خلال النقاش. علاوة على ذلك، إذا لم يرفع السمّاعة، لن تُفاجَأ وسيكون باستطاعتك أن تترك له رسالة صوتية على مجيبه الآلي من غير أن تتلعثم.

في كل الأحوال، عرِّف عن نفسك واسألْ إن كنتَ تسبب الإزعاج. أَورِدِ اسمك وشهرتك، وقُلْ إنك صحافي، واذكُرْ وسيلة الإعلام التي تعمل لحسابها، وحدِّد موعد بث موضوعك… إشرَحْ بإيجاز على أي شكل سيُبَث كلامه (تقرير مغلَّف، مقابلة خام، حلولُه ضيفَ برنامج إذاعي مباشر على الهواء…). من الأسهل على الشخص أن يوفر 15 دقيقة من وقته من أن يوفر ساعة وسوف يقدّر لك إدراكك هذا الأمر. أيًا كان الوضع، كُنْ توليفيا ولا تمطر الشخص الذي تتصل به بوابل من المعلومات. أعطه الوقت للكلام والتفكير… وإذا كنت تطلب منه لقاء غير طارئ، كُنْ مرنًا معه بما يكفي عبر اقتراحك عليه عدة إمكانيات حتى يتسنى له الاختيار. في الراديو، آثِر اللقاء الشخصي بالدرجة الأولى من أجل الحصول على جودة في الصوت. ولتكنِ المقابلة الهاتفية الملجأ الأخير.

قد يطلب السياسي وفريقه لائحة مسبقة بالأسئلة التي ترغب في طرحها عليه. من المفضل أن ترفض هذا الطلب بشكل مؤدَّب. لكن إن كان هذا الأمر يعرقل مسيرتك، بوسعك أن تفكِّر في حل وسطي فترسل مخططًا لمقابلتك يضم أبرز المواضيع التي ستتطرق إليها من دون الدخول في تفاصيل الأسئلة التي ستطرحها.  

حافِظ على دفتر عناوينك

في ختام اللقاء، بادِر بشكر المتحدِّث وذكِّره بموعد بث التقرير. قُلْ له إنك ستحاول أن ترسل له الرابط الإلكتروني للعمل، لكن لا تَعِدْهُ بذلك مخافة أن تنسى أو تفقد مصداقيتك. شجِّعه أيضًا على إعادة الاتصال بك لمشاركتك في أي حدث مستجد يتعلق به (مؤتمر، صدور عمل ما، إلخ) أو يرتبط بما نوقِش خلال المقابلة.

لا يتوقف كل شيء فور انتهاء المقابلات! إذ يجب ألّا يصبح الأشخاص الذين تتصل بهم طيَّ النسيان. عقب أول اتصال، يجب أن تعرف كيفية “استبقائهم”. احترِم علاقة الثقة التي بُنيَت مع الشخص الذي أجريت معه المقابلة والذي زودك برقم هاتفه الخلوي، الخاص في أغلب الأحيان. لا تُكثرْ من الاتصال به، وتجنَّبِ الساعات المتأخرة أو المبكرة جدًا، ولا توزِّع رقمه في كل مكان. ليس ممنوعًا أن تتقاسم دفتر عناوينك مع زملائك الصحافيين، لكن يجب أن تعرف كيف تَزِن هذا الأمر.

إليك هذه الحيلة: خزِّن المعلومات الخاصة بمعارفك داخل هاتفك وداخل دفتر عناوينك (الورقي) وداخل جدول أُعِدَّ وفق برنامج إكسل في الوقت نفسه، حتى لا تضيّعها وتتمكن من تقاسمها مع المتعاملين معك.


ملاحظة أخيرة:

من غير المقبول أن يُبَث حديث سُجِّل بشكل سري. على العكس، غالبًا ما يكون من النباهة تسجيل كل أجوبة المتحدِّث إذا كان في اتصال هاتفي، شرط أن يتم إشعاره بذلك، إما مسبقًا أو في خلال المقابلة. إليك هذه النصيحة: لا توقِف التسجيل قبل أن تقفل السماعة. في نهاية المقابلة، إفسَح المجال أمام المتحدِّث ليعبّر عن رأيه حول جانب معيّن ربما أهملتَه أنت وتَبيَّن أنه مهم للغاية.