Menu

22. تنظيم “العلامة الشخصية”

نظرياً، ما من قاعدة تطبّق على “العلامة الشخصية” باستثناء تلك التي يفرضها التسويق من أجل إنشاء علامة عبر الإنترنت. وبما أنك لست متخصصاً في التسويق بل متخصص في الأخبار، يجدر بك تطبيق بعض القواعد المرتبطة بالحكم السليم لا سيما على وسائل التواصل الاجتماعي.

ما المناقشات التي يجب إثارتها على وسائل التواصل الاجتماعي؟ أهي مناقشات شخصية أم مهنية؟

على الرغم من عدم وجود أي سبب يمنعك من فتح حساب شخصي على منصات التواصل الاجتماعي، فإن موقعك العلني كصحافي يعني ضرورة التزامك بالنظر إلى منصات التواصل الاجتماعي من منظور مهني (التي لا تمنع نشر رسائل شخصية). فيما يلي بعض القواعد التي تحدد كيفية التصرف على منصات التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر ومنصات أخرى):

  • الاستفادة من تفرد وضعك كصحافي، وهو الشيء الذي يجعل امتهان الصحافة أمراً مثيراً للاهتمام
  • محاولة فرض وجودك في الأماكن التي تتواجد بها وعلى قادة الرأي في أماكن “وقوع الأحداث”
  • تبني نبرة أكثر شخصية وأقل توتراً من تلك المعتمدة في مقالاتك
  • التصرف بشفافية
  • عدم التردد في قول “لا أعرف”
  • عدم الخوف من الاعتراف بخطئك
  • عدم التردد في اللجوء إلى مجموع القراء حين تبحث عن معلومة
  • عدم إغفال الثناء على كلّ ما يقوله المهنيون الآخرون والإشارة إليه ودعمهم

تقوم عملية إنشاء علامتك على العمل عليها قبل إنشائها (دور اليقظة في الإشارة إلى المعلومات والمصادر الدقيقة) وعلى العمل عليها بعد إنشائها (نشر أعمالك الخاصة)، علماً أنّ الأوّل يكمّل الثاني والعكس صحيح. ستتلقى الدعم والتقدير من مستخدمي الإنترنت لأنك تعرف أن تكون في خدمة مجتمعك. لا تنس أنّ شبكة الإنترنت هي مساحة تطغى عليها فلسفة المشاركة قبل أي شيء آخر.

كيف تُطلع مجتمعك على ما تقوم به وبما تنشره؟

بما أنّ منصات التواصل الاجتماعي هي قبل كل شيء مساحة للتعبير الشخصي، يُعد إعلام مجتمعك بما تقوم به من الأمور الجيدة. تقوم صناعة المعلومات الحديثة على تفسير ما يحدث خلف الستار: كيف يعمل المراسل؟ أين يذهب؟ ما هي وسائل الاستقصاء التي يعتمدها؟ تتيح جميع هذه المواضيع لمستخدمي الإنترنت فهم كيفية صناعة الأخبار بصورة أوضح.

فيعدّ ذكر اسم الشخص الذي يلاحقك بسبب التشهير به واسم المصدر الذي لا يريد الإجابة عن أسئلتك معلومات تهمّ قراءك.

يعدّ إعلام الآخرين بما تنشره عملية كلاسيكية بدرجة كبيرة. وفي هذا السياق، لم ينتظر الصحافيون وصول الإنترنت من أجل “إثارة الجدل” أو ردود الأفعال حول مقالاتهم. فكلّ شخص يملك طريقة عمله الخاصة بحسب شخصيته وطبيعة المنفذ الإعلامي الذي يعمل لحسابه. فلن تعتمد جريدة شعبية (تابلويد) مثل “صن” الطريقة نفسها التي تعتمدها مجلة مراجعة نيويورك للكتب من أجل الترويج لنفسها أمام قرائها.

هل نحتاج إلى وضع قواعد كي يلتزم الصحافيون بها عند استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي؟

في هذه الأيام، يتكرّر هذا السؤال كثيراً لا سيّما منذ أن أصدرت المنافذ الإعلامية العريقة مواثيق وإرشادات حول هذا الموضوع. وتحدّد العلاقة التي يرسيها كل منفذ إعلامي نبرة حضوره على وسائل التواصل الاجتماعي. ومن المنطقي جداً أن تكون وفياً للشركة وأن تحترم القواعد التي أرستها. لكن، بوسع الصحافيين الابتعاد قليلاً عن التغطية “الرسمية” المعتمدة في المنافذ الإعلامية التي يعملون لحسابها لأننا نعلم جيداً أنّه نادراً ما تتمّ تغطية المواضيع الحساسة بطريقة مثالية وبأحادية المعنى.